Wednesday, November 19, 2008

ربّما

نشرت في شباب السفير

ربّما لأنّه المطر هذا الصّباح
أو لأنّا تكلّمنا طويلاً ليلة أمس
و لأنّك لم تعد هنا اليوم،
أفكّر الآن بالأشياء العابرة
كانعكاس شعاع الشّمس على زجاج الحافلة
و درجات اللّون الأخضر في العشب
و أفكّر أن أفعل شيئاً مختلفاً هذا اليوم
كأن أشتري عكّازاً
لرجلٍ خمسينيّ يسير بصعوبة
أو أسقي نبتةً
على طرف شرفةٍ لم يصلها المطر
ربّما لأنّي بالأمس
كنت أجلس مقابلك
في المقهى
و لم أكن مجرّد عابرة في الطّريق بقربه
ربّما
فقط
لأنّ في غرفتي نافذة
لا تحجبها أشجارٌ كثيفة
او أبنيةٌ عالية
و لأنّي تذكّرت حين استفقت
أن أفتح السّتائر
و أنظر نحو السّماء

Wednesday, November 12, 2008

قتلتها

نشرت في شباب السفير


فراشةٌ بنيّةٌ ظهرت فجأةً داخل غرفتي
أفرغت المبيد الحشريّ عليها
و راقبتها تتخبّط
كسمكةٍ اصطيدت لتوّها

كانت تتمسّك بالطرف الحديديّ
للمبة السّقف
تحاول أن تعلو بنفسها نحو الضّوء

و كان الموت يشدّها نزولاً

راقبتها بطيئةً
تعلو و تسقط
ثمّ تعلو
ثمّ تسقط
أرضاً

و جئت أعترف بجريمتي
و أنا أسمع صوت ارتطام جناحيها بالأرض

و أفكّر

لو
أطفأت الضوء
و تركتها على السّتارة
تنتظر ضوء سيّارةٍ عابرة
و نمت

أو لو راقبتها
حتّى طلوع الفجر
لأسلّي نفسي في حضرة أرقٍ
قد يأتي فجأةً

أو لو فتحت النوافذ
و تركتها تمضي متى شاءت
نحو مصباح الشارع
ثمّ كتبت قصيدةً
عن فراشةٍ حيّة
كانت في غرفتي