Friday, May 29, 2009

وحدة

نشرت في شباب السفير


كفّي انغماساً في ذاتك
كفّي عن التفكير في ما تحبّين
وما لا تحبّين
ما يجعلك سعيدة
وما يحزنك
اقرئي الجريدة كل يوم
وتابعي نشرة الأخبار
ثمّة الكثير من الأمراض
والكوارث الطبيعية
والحروب
ثمّة ما يحزن
أكثر من أنك تشعرين بالوحدة
في هذه الغرفة
انظري إلى العمّال في الشارع المقابل
راقبي كيف يمضون ساعات
والشمس تطرق رؤوسهم
وهم يبنون بيوتاً لن يقطنوا فيها
ثمّة ما يؤلم
أكثر من أنك تفتقدين أحداً ما
ثمّة ما يحزن
أكثر من أنك تشعرين بالوحدة
في هذه الغرفة

Wednesday, May 13, 2009

عن شارع الحمراء مرة أخرى

نشرت في شباب السفير



و لشارع الحمراء طقوسه الخاصة في الحزن و الفرح

إذ ليس لأشعة الشمس أو تراكم الغيوم يدٌ في ذلك

*

وتحاول جاهداً أن تفسر:

الغبار على زجاج كشك بائع الجرائد

كوبٌ بلاستيكي يتأرجح قرب باب مقهى

ضوءٌ أحمر خافت خلف زجاج حانة

و تحاول كثيرا

لكنك لا تفهم

*

و لشارع الحمراء طقوسه في الدفء و البرد أيضاً

و ليس للفصول دورٌ في ذلك

*

يحدث أن يشعرك المطر الغزير

من على مقعدك في الحانة

بدفءٍ كثير

شبيهٍ بدفء سجّاد ممرّات الفنادق الصغيرة

و يحدث

أن تجلس في غرفة الفندق

وحدك

و تنظر من النافذة نحو العابرين

فتشعر

ببردٍ كثير

*

و لشارع الحمراء مزاجيته الحادة أحياناً

كأن يغمره حزنٌ شديد فجأةً

كما في وقع خطوات رجلٍ

يهم بمغادرة المدينة

أو شعورٌ شديدٌ بالذنب

كما في خطوات مراهقةٍ تلتقي حبيبها سرّاً

*

و لشارع الحمراء قصصٌ كثيرة

وحده يعرفها كلها

ولا يرويها لأحد

لكنك تستطيع و أنت تتأمل كراسي المقهى

في الساعة الثامنة صباحا

أو يافطة فندق

قرب منتصف الليل

أو الشبابيك الخضراء

لمنزلٍ قديم

تستطيع

أن تعرف بعضاً منها

*

و لشارع الحمراء طقوسه الخاصة في الصحو و النوم

فهو يصحو باكرا كل صباح

و لا يأخذ قيلولة

و يسهر معظم الأحيان

لكنه مثل الجميع

يشعر أحياناً بتعبٍ شديد

ومثل الجميع

يفكّر

أحياناً

بيوم الأحد

*