Friday, July 13, 2012

في ذم الأفلام




خوفٌ شديدٌ باغتني فجأة.. 
تخيّلت أحداً يلاحقني وأنا أسير وحدي في الممرّ الطويل.. 
في المصعد، حدّقت في وجوه المحيطين بي.. 
حاولت أن أتخيّل أيّ أحاديثٍ ستدور في هذا المربّع الضيّق لو توقّف المصعد فجأة عن العمل.. 
في الطّائرة، تأمّلت وجوه الركّاب، محاولة تخمين أيّ منهم قد يختطفها.
الأفلام.. تتسرّب إلى حيواتنا.. تترك في رؤوسنا مخيّلة تتوقّع الأحداث بتطرّف..
ثمّة أطفال يتركون مصابيح غرفهم مضاءة كلّ ليلةٍ ليطردوا أشباحاً رأوها في فيلمٍ ما..
 ثمّة بيوت، ما إن نراها، حتّى نحسب أنّها مسكونة..
الأفلام.. مليئة بالتّرهات أحياناً.. البطل الّذي يموت، لا تتوقّف حياة الآخرين بعد موته.. البطل الّذي ينتصر، قد يأتي يوم ونراه ينهزم من جديد.. حتّى الحب.. تصوّره لنا الأفلام بتطرّف.. تجعلنا نؤمن بالشغف وبالنهايات السعيدة.. ليس ثمّة شغف يستمرّ للأبد.. والنهاية السعيدة ليست سوى حدث آخر من أحداث الحياة، تليه أحداث أخرى قد لا تكون سعيدة حقّاً.. انتهاء الحب ليس مأساويّاً لتلك الدرجة.. هو كذلك مجرّد حدث مؤقّت.. يليه، بعد وقت، حبّ جديد..
الحروب.. مهما عظم تصويرها في الأفلام، تبقى غير منصفةٍ بحقّ ما يحدث في الواقع.. الدّم في الشاشة لا رائحة له. الجثث مهما اقتربت منها الكاميرا، تبقى بعيدة عنّا..
الأفلام تروي التاريخ كما تشاء.. تختار الضحايا والجناة وفقاً لمقاييسها الخاصّة..
الأفلام مليئة بالترّهات..
خوفٌ شديدٌ باغتني فجأة.. وأنا أسير وحدي في الممرّ الطويل، قرّرت أن أكتب نصّاً في ذمّ الأفلام.