Monday, February 06, 2012

من دونك هذا المساء



هكذا إذن..
ليس عليّ أن أنصت
لصوت قدميك حين تأتي
لأفتح لك الباب مسبقاً
لأنّك لن تأتي
هذا المساء..
وليس علينا أن نتشاجر لنختار أغنيةً..
ها أنا أستمع إلى الأغاني
من دونك
هذا المساء..

لا أعرف ما تفعله الآن..
هل تجلس في زاويةٍ وتفكّر؟
هل تنظر صوب النّافذة؟
هل ثمّة نافذة أصلاً؟
هل يسمحون لك أن تدخّن السّجائر؟
هل يسمحون لك
بورقةٍ وقلم؟

كنت، كلّما غادرت،
تنظر إليّ قبل أن أغلق الباب
وتقول لي: "لستِ وحدكِ"..
إذن
لماذا تركتني وحيدةً
هذا المساء..

أرهم تلك الخريطة الّتي وشمتها على صدرك
لعلّهم يفهمون..

في المرّة الأخيرة الّتي رأيتك فيها
أخبرتني أنّك سعيدٌ جدّاً..
لماذا جعلتني أطمئن عليك إلى هذا الحد؟

ها أنت الآن..
بلا هاتفٍ يزعجك
بلا بشرٍ يلهونك عن أفكارك الكثيرة
بلا أصواتنا تؤنّبك على أخطائك..
ها أنت بلا صوت فيروز تتذمّر من حزنه الكثيف..
فقط لو تعلم..
فيروز تبدو أكثر أكثر حزناً
هذا المساء

هذا الصّباح
لم أستطع أن أكتم دموعي
إذ تخيّلت طفلاً في سجن..

قلبي فارغٌ
كالسّماء..
والمدينة معتمة من دونك
والطّريق إلى الغد
يبدو طويلاً..

لو أنّي عانقتك مرّة واحدة بعد
قبل أن تغادر..
لو أنّي قلت لك أشياء أكثر
في المرّة الأخيرة..
لو أنّني حاولت أكثر
أن أنقذك ممّا سيأتي..
لو أنّ حدسي
كان أقوى..

لماذا قمت بقتل ال
Stand-up comedian
الّذي كنت تحلم أن تكونه؟

لماذا وعدتني بأنّك لن تختفي بتاتاً؟
وقلت لي أنّ كل شيء سيكون على ما يرام؟
هاتفك الآن ليس متوفّراً..
ويدك الّتي كانت تحيط بي حين أحزن
ليست متوفّرة هي الأخرى..
وأفكارك الغريبة الّتي كانت تجعلني أضحك
تدور في رأسك وحدك أنت فقط..


هكذا إذن..
ليس عليّ أن أنتظر..
لأنّك لن تأتي هذا المساء
قد أصحو في منتصف الّليل
على رسالةٍ في هاتفي
فأتمنّى أن تكون أنت
وقد لا تكون أنت..
أو قد تكون..

رسالةٌ واحدةٌ

تكفيني منك

هذا المساء..