Tuesday, April 18, 2017

هنا الآن

ثمة صراعٌ دائمٌ
بين نفسي هنا الآن
و بين نفسي المستقبليّة:
الأولى تريد أن تشبع نفسها
أن تفعل ما يحلو لها
الثانية
تريد أن تكون الأولى أقلّ أنانيّة
الأولى تفكّر أنّ حياتها
قد تنتهي في أيّة لحظة
لكنّ الثّانية تذكّرها
بأنّها موجودة


نفسي هنا الآن
كانت ذات يوم
نفسي المستقبلية
ونفسي المستقبلية
ستكون ذات يوم
 هنا الآن

ولست أفعل شيئاً
لإنقاذ أيّ منهما

Saturday, April 08, 2017

Encyclopedia

اشتراها أبي بالتقسيط
بألف وثمانمائة ليرة لبنانية..
لم يدفع ثمنها كاملاً
لأنّ الحرب وقعت
فنزح من المدينة..
الإنسايكلوبيديا
الّتي كانت جنّة المعرفة حينها
سافرت مع أبي إلى الكويت
ثمّ وقعت حربٌ أخرى
فعادت معه مجدّداً إلى لبنان..
ها هي الآن
وقد شهدت حروباً عديدة
تجلس بصمتٍ وخيبة
في مكتبة البيت
بعد أن خسرت حربها الأخيرة
لصالح جوجل

في عالم مواز


في عالمٍ موازٍ
أمضي الوقت
بقراءة الكتب
والاستماع إلى الموسيقى 
دون الحاجة
للتفكير
بكيفية جمع أموال تكفي
لكي أستطيع حين أتقاعد
أن أمضي ما تبقى من الوقت
بقراءة الكتب
 والاستماع إلى الموسيقى

Karting


كنت واثقة
أنّي سأكون في المرتبة الأخيرة
لم أكن أسعى إلى الفوز
بل إلى عدم الإصطدام بشيء أو أحد..
الخوذة لم تكن كافية لأشعر بالأمان..
كان عليّ أن أكون حذرة
لكي لا أنحرف عن المسار..
حين انتهينا
شرحت لهم فلسفتي
في الخروج من السباق
كما من الحياة
بأقلّ خسائر ممكنة..

إلى خالي جميل نصار

















كل مرة أسأل مجدداً
عمّا حدث
لعلّ الحكاية تتغير
أتقصى التفاصيل
لعلّ تفصيلا جديداً
يملأ ذلك الفراغ..
ربّما أتأمل
أن تكون النهاية مختلفة
في مرّة من المرّات

*

في ألبومات الصور القديمة
وجدت صورة واحدة لنا معاً
طفلة
تجلس في حضنك..
كافية لأشعر بالطمأنينة
لوقتٍ طويل

*

عشرة أعوامٍ
في الأبدية
وما زلنا
لا نصدّق.

أفلام الحروب

صنعوا من أفلام الحروب ما يكفي لكي لا تعود مشاهد الموت الحقيقية تفاجؤنا: رؤوسٌ مقطوعة. أشلاء. انفجارات. أطفال يبكون. أمهات تنتحبن. آباءٌ عاجزون. بيوتٌ رماديّة. طرقٌ يملؤها الرّكام. غبارٌ. غبارٌ. غبار.. وقد نبكي أمام نشرة الأخبار أو مقطع الفيديو كما نبكي أمام أفلام الحروب. وقد يسأل أحدنا الآخر: هل رأيت ما حدث؟. ويكون ذلك بمثابة ما نقوله بعد مشهدٍ مؤثّرٍ في الفيلم.. ولا شكّ أنّنا سنحلم بذلك أحياناً. فتختلط مشاهد الأفلام بالمشاهد الحقيقيّة وتنبثق عنها مشاهد غير منطقيّةٍ تجمع كلّ ذلك وتبعثره في حلمٍ واحدٍ في الرأس.. الرأس الّذي يعرف الفرق بين الحقيقة والأفلام لكنّه عاجزٌ عن تصديق أيّ منها.