Wednesday, March 31, 2010

الغبار

يولد من لا شيء أحياناً
لا تحمله رياحٌ دوماً
ولا تنقله أقدام
وإلاّ لماذا يكثر في البيوت المهجورة
على بلاطات
لم تطأها أحذيةٌ منذ وقت
ونـوافـذ مــرّ زمـنٌ ولــم يفتــحها أحد

***

الغبار حنين الأثاث لسكّان البيت
وحنين الأبواب لصوت المفاتيح
وتأوّه الأشياء من الغياب

***

حنين النّافذة ليس إلى اليد فقط
بل إلى انعكاس الوجه
يعبرها إلى شارعٍ يطلّ على حيوات كثيرة
أو أحياء مقفرة
أو لا شيء

***

حنين النافذة إلى قلبٍ
يرى منها أفقاً أوسع
وعالماً أقلّ قسوة

***

الغبار
ملل إطارات الصّور التذكارية
من الوجوه
ملل الطّاولات
من الإناءات الفارغة
ملل الإناءات
من الفراغ

***

لا تحمله رياحٌ دوماً
ولا تنقله أقدام
ولا يولد من لا شيء حقّاً
بل من عطبٍ في الوقت:
كأن تعجز المصابيح عن نسيان آخر ضوء
والبلاطات عن افتقاد آخر لمعان
والحيـطان عن نسيان الظلال المتحرّكة