Wednesday, February 12, 2014

الغربة الأحلى

ثلاث قصائد نشرت في شباب السفير


الغربة الأحلى

(إلى جهاد بزّي)

تقصد إذن
أنّ الغربة الأحلى
هي الغربة الأصعب..
وهي الغربة الأجدد فقط..
فالوقت
كفيلٌ بأن نتعوّد على الغربة
لينتفي معناها:
التعوّد عدوّ الإغتراب..
وأنا الغربة أصبحت لي عادةً
كقهوتي الصباحية..
كالموسيقى
ترافقني في السّيارة إلى العمل
كانعدام الدّهشة في المدينة
الّتي لم تعد جديدة
كالروتين الّذي لا يكسره
فرحٌ أو حزن

الغربة هي الوحدة
والوحدة هي الغربة..
علّمني، إن كنت تعرف،
التفرقة بينهما..
وقل لي أيّهما أحلى:
أن نتعوّد على الوحدة
ونقلع عن القصائد؟
أم أن نعيش اغتراباً دائماً
ونملأ العالم بالشّعر الحزين؟


***


سيناريو متكرر

يومي
سيناريو متكرّر
والحياة تمضي
والفيلم يستمرّ..
عابقاً بالرّتابة
غارقاً في الرّوتين..
وأنا بطلة الفيلم
أراقب الأرض من زاويةٍ آمنةٍ
وأوهم نفسي أنّ الشّر الكثير
المنتشر في العالم
من صنع رأسي أنا فقط..
أغلق باب الغرفة على نفسي
وأستمع إلى الموسيقى
كأنّ الكون على ما يرام..
أتلصّص على العالم
من شاشةٍ صغيرةٍ
وأوهم نفسي أنّ جميع الأشخاص
وهميّون..
يومي سيناريو متكرّر
في غرفةٍ آمنة..
والعالم في الخارج
مجنونٌ إلى حدّ لا يصدّق..
ولذلك من الأفضل لي
كبطلة الفيلم
أن أدّعي أنّ العالم
ليس له وجود..
وأنّي خلقته
بنفسي
من فرط الملل

***


  
يا جدّتي

أين يدك
تبارك رأسي
هذا الصّباح المعتم؟
أين صوتك
يردّد الأدعية والآيات
الّتي تشفي كلّ آلامي؟

ثماني سنوات مرّت
على رحيلك..
ثماني سنوات:
عمر عينيّ من دون أن تراكِ
عمر قلبي من دون أدعيتك
عمر أحزاني
الّتي لا سبيل إلى شفائها من بعدِك..

يا جدّتي
كنت أؤمن باللّه
إذ كنت أراه من خلال عينيكِ..
لم أكن أبحث عنه في السّماء
لأنه كان يسكن قلبك..

يوم رحلتِ يا جدّتي
شعرت أنّي فقدت الّله إلى الأبد..

ثماني سنوات:
عمر موت الّله في قلبي
يا جدّتي