Wednesday, June 11, 2008

ليس الشرشف وحده

نشرت في شباب السفير


حيطان الغرفة زرقاء أيضاً
والوسادة
وشفرات المروحة
وزجاجة مبيد الحشرات
وكوب الماء الفارغ

الأزرق
لون وجهٍ
يرقد في ثلّاجةٍ
منذ عدّة أيّام

لون الدّم الفاسد
في صور كتب علوم الأحياء

لون شريان غضبٍ
في الرقبة
أو الجبهة

لون ورمٍ من لكمةٍ على العين
أو الزند
أو اصطدام قدمٍ بحافّة العتبة

لون ظفر أغلق عليه باب سيّارة
أو بوابة بيت حديدية

لون شفةٍ
ترتجف من البرد

لون رضيعٍ يختنق

لون تحت العينين
بعد أرقٍ متكرّر

الأزرق
سوداويّ
ولهذا
اختارته السّماء

Wednesday, June 04, 2008

بيروت نهاراُ

نشرت في شباب السفير


صخورٌ
مغطّاةٌ بعشبٍ أخضر
كجزيرة

طفلٌ شحّاذٌ
يقع و هو يقفز فوق حاجز باطونٍ
بين طريقين

جنديّ أو اثنان
فوق دبّابة

محلّ ثيابٍ أو أحذية
سابق

زجاجٌ
اخترقته رصاصة

رجلٌ نائمٌ
تحت جسر

حقيبةٌ مدرسيّة ثقيلة
على ظهر طفل

سائقٌ
يتكلّم عن البنزين

قطّةٌ رماديّة
تحدّق في وجهٍ ما
في مطعمٍ مطلّ على البحر

أغنيةٌ مرتفعة الصّوت
في سيّارةٍ مارّة

حيطان شرفةٍ سوداء

رائحة زعتر
محيطةٌ بفرن

صحافيّة و مصوّر
في شارع

زحمة سير

سائق تاكسي
يمسح عرقه بمنديل

امرأةٌ تطلّ من شرفة

فتاةٌ تنتظر خلوّ كشك الهاتف

عامل تنظيف أخضر
يلتقط الأوساخ
ببطء

شجرةٌ متدلّية من شرفة صغيرة

موجةٌ
تصطدم بصخورٍ
مغطّاةٍ بعشبٍ أخضر
و تتكسّر