Saturday, May 31, 2008

في صورةٍ من حيفا

نشرت في شباب السفير
إلى رشا




بيوتٌ تقشّر بياضها

حيطانٌ بنيّةٌ
إلى رماديّة

حبال غسيلٍ على الشرفات
و بينها

نوافذ مغلقة

حيطانٌ صفراء
باهتة

باب شرفةٍ
نصف مفتوح
وستارةٌ اختبأ نصفها

سلّمٌ يستند إلى حائط

مكيّفٌ مثبّت
فوق شرفة
أو تحتها

أشرطةٌ كهربائية
في الهواء

أسطل مياهٍ
مائل

وعاء غسيلٍ أزرق

محلٌّ مغلق

ستائرٌ خشبيّة
شبه مفتوحة

أطراف نبتةٍ
خضراء غامقة

***

في الصورة ايضاً
رجلٌ يداعب طفله
قبل أن يمضي إلى العمل

فتاةٌ
نائمةٌ
في غرفةٍ مغلقة الستائر

امرأةٌ
تهمّ بإحضار وعاء الغسيل الأزرق
من الشرفة

رجلٌ أربعيني
يشاهد التلفاز
على كنبة غرفة الجلوس
وباب الشرفة نصف مفتوح
والستارة اختبأ نصفها

هدير مكيّفٍ
تحت الشرفة أو فوقها

هواءٌ يحرّك
نبتةً خضراء غامقة
ويطرق برفقٍ
على ستائر خشبيّة
شبه مفتوحة

***

في الصّورة أيضاً
فتاةٌ
في الشارع المقابل
تصوّر
حياةً
تقشّر
بياضها

***

Thursday, May 29, 2008

قيلولة

نشرت في شباب السفير


القيلولة
استراحة محارب ٍ
بين معركتين

بدايتها
دوارٌ
شبيه ٌ ببحر

قصيرة ٌ
طويلة

نهاية ٌ
بين بدايتين

تجديدٌ
لانتهاء ٍ ما

مللٌ
من الأشياء
كلّها

هربٌ
من ضجيج ٍ
و ضوء

ملحقٌ
لأرق ٍ قديم

***


القيلولة
محاولة


****


مكوث ٌ مؤقت
بين صحو ٍ و نوم

هدوءٌ
بين ضجيجين

بدايتها دوارٌ
خفيفٌ
حدّ الإنتفاء

نهايتها
رنّة الهاتف
الثانية

أو درّاجة ٌ ناريّة
تمرّ في شارع ٍ مجاور

أو بائع خضار
يمرّ تحت الشرفة

أو
لا شيء


***


القيلولة أحيانا ً
لا تبدأ
و لا تنتهي

Thursday, May 15, 2008

نكبة -60


عمرها ستون عاما ً ..
وتولد كلّ يوم

نكرهها بقدر ما أخذت منّا
وأعطتهم..

نحن لنا ذاكرتنا .. وانتماؤنا الفطري
و هم لهم غربتهم.. وانتماؤهم الكاذب

أنا أعرف فلسطين جيّدا ً
و أعرف أنّها لا تحبّهم
وتحبّني

***

لنا نكبة ٌ
عمرها ستون عاما ً
وسوف لن تحيا طويلاً



Saturday, May 10, 2008

déjà vu


كما في كتابات شكسبير
ثمّة تماه ٍ بين الطقس
و الحدث

***

ترى هل أخذوا شمسيّاتهم
ليحتموا من المطر
و هم يتبادلون الرصاص ؟

***

هذا البرق
أنصع من قلوبهم
بكثير

***

المدينة لا تفهمهم

حين ينتهون
ستكون قد انتهت

***

المطر
لا رائحة له
على الطرقات

***

الحياد
كذبة

***

المدينة تفكّر :

déjà vu

***

لو أنّهم ينظرون قليلا ً
بين الرّصاصة و الرّصاصة
إلى السّماء

***

في بيوت المدينة
خوفٌ من النوافذ و الشرفات

***

لو أنّهم ينتظرون
حتّى طلوع الضّوء
لعلّهم
يبصرون

***

المدينة تسلّي نفسها
بعدّ الماكثين
في ممرّات البيوت
الضيّقة

***
لو أنّهم يرمون أسلحتهم
الخالية من الرّصاص

و يمسحون الكاتشب
عن الأجساد المستلقية
و عن المطر

و يضحكون

***

المدينة
كلّهم ضدّها

***

تعرفهم
لكنّها
لا تعرفهم

***


المدينة تودّ أن تختفي

***