Thursday, October 20, 2011

في شارع الحمراء سرّ ما

نشرت في شباب السفير


أعود إليه بعد وقت طويل
قلقة من ألاّ يعرفني
فيعطيني إشارة ما:
كأن ألتقي بالصدفة وجهاً أعرفه
أو أذهب إلى مقهى
فأجد مقعدي المفضل في انتظاري


أحتار أحياناً:
هل لي ذكريات فيه
أم له ذكريات فيّ؟
هل هذه الّتي تتدفّق من كلّ مكانٍ فجأةً
ذكرياتي
أم ذكرياته؟


لماذا هذا الحزن كلّما غادرت؟
كأنّ روحي تكتمل إذ أعود
وتنقص مجدّداً
إذ أرحل


كيف رغم تراكم الذكريات
في نفس الأماكن
عاماً بعد عام
كيف أسترجع كلّ ذكرى بوضوح
كما لو أنّها الوحيدة؟


هو لا يُنسيني همومي حقّاً
يسرقها منّي لبعض الوقت فقط
تأخذ مؤقّتاً
شكل لوحة معلقة على حائط في مقهى
أو شكل شجرة
تقف بحيادية
على طرف الرصيف


فيه غموض رجل سبعينيّ
يرفض أن يروي ذكريات حياته لأحد


فيه وضوح نظرة حبًّ
بين عاشقين جديدين


فيه فرحة طفل بلعبةٍ جديدةٍ
وحزن شحّاذٍ
يغفو على بلاطٍ بارد


فيه أسئلة كثيرة
كأسئلتنا عن الوجود
لا تُجاب


سرّ ما
يجعلني حين أعود إليه بعد وقتٍ طويل
أشعر أنّي
بالأمس فقط
كنت هناك


سرٌّ ما
يجعلني كلّما غادرت
أتأمّله بحزنٍ
كما لو أنّها المرّة الأخيرة