Saturday, August 20, 2011

لست على جزيرة

 نشرت في ملحق النهار


يومٌ سيّء

ورغبةٌ للفّ العالم في سيجارة واحدة

وتدخينه إلى أن يغدو رماداً



*



الإعتذار بعد الخطأ لا يجدي دائماً

معظم الأحيان

بعض الصّمت

وبعض الوقت

أكثر بلاغةً



*



رغبةٌ برمي العالم

في حاوية النفايات

والمضيّ نحو وجهةٍ جديدة



*



الإعتذار للّه

في يوم القيامة

قد لا يجدي أيضاً



*



أرسل إعتذاري في رسالةٍ هاتفيّةٍ

قلبي يخفق بسرعةٍ

في انتظار الجواب



*



من القلق ومن الخوف ومن الّتعب

يخفق القلب بسرعةٍ أيضاً

لماذا إذن

معظم الأحيان

نربط خفقاته بالحبّ؟



*



هل كتابة قصيدة من أجل الإعتذار

تجعل احتماليّة قبول الإعتذار

أكثر ارتفاعاً؟



*



هل سيصرخ كلّ منّا يوم القيامة

وهو مكبّلٌ من يديه

ومنساقٌ إلى جهنّم:

"بريء..

أقسم أنّي بريء"



*



ولا ينفع الإعتذار لسمكةٍ

بعد اصطيادها

أو لقتيلٍ

بعد دهسه

أو لحبيبة

كُسِر قلبها مراراً



*



رغبةٌ بتفجير العالم

بقنبلةٍ نوويّة هائلة القدرات



*



سعيدة بقلبي

الّذي لم يزل يشعر بالذنب وبالألم

حين يخطئ



*



لست على جزيرة

ولم أرسم وجهاً على كرةٍ لأصنع صديقاً

لكنّي كثيراً ما أشعر

كما توم هانكس في

“Cast Away”



*



هل تشاؤمٌ

أن أفكّر في بداية حبّنا

بأنّي سأحاول أن أحبّك أقلّ الآن

لكي أتألّم أقل لاحقاً؟



*



هل غباءٌ

في بداية حبّنا

أن أقرأ لك المقطع السّابق؟



*



سعيدة لأن الّله خبّأ القلب عن النظر

سعيدة

لأنّك لا تستطيع أن ترى

كلّ تلك الندوب



*



 كم من الأخطاء تتّسع

أطول حياة بشريّة

على وجه الأرض؟



*



هل سأكون على قيد الحياة

حين يكتشفون سرّ ما يحدث بعد الموت؟



*



هل سيكتشفون سرّ ما يحدث بعد الموت؟



*



سعيدة بقلبي

الّذي وجد لنفسه موسيقى

لا يملّ من سماعها



*



صديقي الّذي يعيش في القدس

وصف لي

كيف أنّه لا يستطيع بتاتاً

أن يعيش خارجها



*



ثمّة فرقٌ كبير

بين كلمتي "يقطن"

و"يعيش"



*



حزينةٌ لسببٍ لا أعرفه

أتمنّى أن يصلني خبرٌ جيّدٌ

على الفور



*



هل تحزن حين لا أتّصل

كما أحزن

حين لا تتّصل؟



*



ماذا لو اتّصلتُ بك

ولم تجب؟

قلبي الآن لا يحتمل

ذلك الصّوت المتقطّع

والطّويل والقاسي

كالمسافة الّتي ما بيننا



*



تمّ قبول اعتذاري بنجاح

رغم ذلك

وربّما بسبب ذلك

أصبحت أشعر بالذنب أكثر



*



وحين جاءت أغنية مفرحة

أوقفتها

ووضعت واحدةً حزينة



*



رغبةٌ في ركل العالم

ككرة قدمٍ

إلى مكانٍ بعيد



*



أحزن المصابيح

تلك الّتي انطفأت

ولم ينتبه أحد قط



*



أجمل الأغاني

تلك الّتي نتمنّى لو لا تنتهي



*



محدّقة في ورود الإناء الميتة

تحصين عدد الصداقات الّتي ذبلت

أمام عينيك



*



لو تشتري لي

إناء زهورٍ جميلاً

في عيد ميلادي



*



كأنّي سمعته يلهث

الوقت

الّذي لم يتوقّف قط



*



أغنيةٌ طويلةٌ

كما هذا الّليل



*



ليلٌ شديد القساوة

كصلاةٍ

لا تستجاب



*



ما أحتاجه الآن فقط

بعض أزهار الجاردينيا

الّتي للأسف

لا تنبت في هذه المدينة



*



أشعر برغبة الإستقالة من العمل

وإمضاء الوقت

في تشذيب الزّهور

في حديقة منزلي الزجاجيّ الكبير



*



أجمل ما في الشّعر أيضاً

أنّك تستطيع، مجازاً،

امتلاك منزل زجاجيّ كبير

والإستقالة من العمل قدر ما تريد



*



صلاةٌ

لا تستجاب

كليلٍ شديد القساوة



*



ليلٌ شديد القساوة

كقلبك

الّذي لم ينبئك أن تتّصل



*



صورة عبد النّاصر

بالأبيض والأسود

تثير فيّ حنيناً إلى زمنٍ أجهله



*



بين كلّ الّذين أعرفهم في الحياة

وفي الفايسبوك

أعرف شخصاً واحداً

لا يحبّ فيروز



*



لو قرأ قصيدتي رجلٌ من القرن التاسع عشر

هل كان ليفهم شيئاً؟



*



لو يمكننا أن نبقى

إلى الأبد

في بداية الحبّ



*



هل ذاك الموّال لم يعد يبكيني

لأنّني مللته؟

أم لأنّ قلبي أصبح أكثر قساوةً؟



*



يعود إليّ ذاك الشّعور

حين ودّعتك منذ وقتٍ بعيد

حزينةٌ لأنّ روحي تتألّم إذ تتذكّر

كما لو أنّك رحلت توّاً



*



جروحٌ كثيرةٌ ظننتها شفيت

أحداث كثيرة

ظننت أنّي نسيتها



*



عتمة الّليل

ضوءٌ على الجروح



*



الشريط الإخباري

أسفل الشاشة

يلهث كذلك



*



لا يكفي الآن بتاتاً

أن أصنع

بنقطتين وقوس

وجهاً حزيناً على الشاشة


9 comments:

Anonymous said...

رائعة

لؤي said...

قليلةٌ، أو تكاد لا تذكر، تلك القصائد الّتي يصحّ وصفها بالذّكيّة... ما خطّت يداكِ واحدةٌ منها حتمًا !

تخاطب العقلَ تارةً، وتحاكي ما بدواخلي من مشاعر تارةً أخرى

Anonymous said...

رائعه.. تصفني بدقه!! تقول ما اردت ان اقول ولم استطع صياغته .. شكرا

هيفاء said...

وليت قلمك لا يصمت أبداً . .
تكتبين يا سمر بحبر القلوب السحري ..

بوركتِ

المتمردة هبة said...

فوق الوصف .. شكرا ع الامتاع
و بعد اذنك هعمل شير

المتمردة هبة said...

فوق الوصف .. شكرا ع الامتاع
و بعد اذنك هعمل شير

Ganna Adel said...

حسيت لوهلة انى بقرا لسوزان عليوان .. وبعدين لقيتك بتقولى اللى سوزان بتتكسف تقوله وبتسيبه لاستنتاج اللى مر بالحالة قبل كده .. زى


هل تحزن حين لا أتّصل

كما أحزن

حين لا تتّصل؟



*



ماذا لو اتّصلتُ بك

ولم تجب؟

قلبي الآن لا يحتمل

ذلك الصّوت المتقطّع

والطّويل والقاسي

كالمسافة الّتي ما بيننا


أنا معجبة بيكى جدا ..

Ganna Adel said...

حسيت لوهلة انى بقرا لسوزان عليوان .. وبعدين لقيتك بتقولى اللى سوزان بتتكسف تقوله وبتسيبه لاستنتاج اللى مر بالحالة قبل كده .. زى


هل تحزن حين لا أتّصل

كما أحزن

حين لا تتّصل؟



*



ماذا لو اتّصلتُ بك

ولم تجب؟

قلبي الآن لا يحتمل

ذلك الصّوت المتقطّع

والطّويل والقاسي

كالمسافة الّتي ما بيننا


أنا معجبة بيكى جدا ..

ماجد الجلاد said...

بل هدوئك صاخب حد النشوة سيدتى

اشكر الأقدار التى قادتنى هنا بعد احباط يتخلله يومى
فترتوى الروح من كلماتك الرائعة
دمتى مبدعة بذات الألق

تحياتى لحرفك النابض