Friday, August 03, 2012

مرثيّة


 إلى جدّي* في ضريحه اللاجئ


(1)

إذاً..
يوم الغد
المسحّر لن ينادي اسمك
في الحيّ
عند الفجر

وعصاك..
المسنودة على الحائط
ستظلّ تنتظر يديك
إلى الأبد

صوتك
لن يخبرني قصص فلسطين
في زيارتي القادمة

ولأنّك أنت العيد،
لن يكون ثمّة عيد بعد الآن 

(2)

بالأمس حين توقّف قلبك
حيفا، بحاسّتها السّادسة،
عرفت

رياحٌ غامضةٌ هبّت هناك فجأةً:
الأحجار،
في عمق البحر،
حاولت أن تطفو إلى الأعلى لتبحر نحوك
الأشجار
حاولت أن تغادر جذورها
لتذهب إليك

في المنزل الّذي كان بيتك هناك
عتمةٌ شديدة حلّت فجأة:
لعنة ستلاحق ساكنيه
إلى الأبد

في حيفا ليلة أمس
القمر خبّأ نفسه خلف غيمة
والشّمس استيقظت بصعوبةٍ
هذا الصّباح

(3)

تغادر سريرك
للمرّة الأخيرة..
محمولاً على الأكتاف..
مغمض العينين

جسدك يهبط إلى قبره:
التّراب ينهال عليك /
أحدهم يحفر اسمك برفقٍ
على شاهدة الضّريح..

مطرٌ خفيٌّ
ينهمر بغزارةٍ
في المكان

جسدك يهبط
إلى ضريحه اللاجئ الآن..
وفي ذات اللّحظة في حيفا،
يولد طفلٌ جميلٌ
له عيناك الزرقاوان
واسمٌ مثل اسمك
مسقط - 1 آب 2012

*محمّد محمود عبد الجابر: ولد في حيفا عام 1923، ولجأ إلى لبنان عام 1948 حيث مكث حتّى تاريخ وفاته 31 تموز 2012، وكان ما زال، حتّى الّلحظة الأخيرة، يحلم بفلسطين..

6 comments:

Krishna Udani said...

That was absolutely beautiful. Condolences to you and the family.

إيمان said...

البقاء لله سمر
الله يصبرك ويجعل مثواه الجنة يارب
ويتحقق حلمه عن قريب ان شاء الله

إيمان said...

البقاء لله سمر
الله يصبرك ويجعل مثواه الجنة يارب
ويتحقق حلمه عن قريب ان شاء الله

Lobna Ahmed Nour said...
This comment has been removed by a blog administrator.
إنسانة said...

رائع إحساسك
اتمنى أن أجد من يوصف رغبتي العارمة في زيارة فلسطين بعد أن أفارقكم

Eman Sherkawy 1 said...

شركة نقل اثاث بالقطيف
نقل عفش بجدة
نقل عفش بابها
نقل عفش برابغ
شركات نقل العفش بجازان
نقل عفش بجازان
دينا نقل عفش داخل وخارج مكة
دينا نقل عفش داخل وخارج الرياض